فصل: مسير السلطان لحصار المرقب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» **


  استيلاء الظاهر على صهيون

كان صلاح الدين بن أيوب قد أقطعها يوم فتحها وهي سنة أربع وثمانين وخمسمائة لناصر الدين منكبرس فلم تزل بيده إلى أن هلك وولي فيها بعده ابنه مظفر الدين عثمان وبعده ابنه سيف الدين بن عثمان‏.‏ واستبد الترك بمصر وبعث سيف الدين أخاه عماد الدين سنة ستين بالهدايا إلى الملك الظاهر بيبرس فقبلها وأحسن إليه‏.‏ ثم مات سيف الدين سنة تسع وستين وكان أوصى أولاده بالنزول للظاهر عن صهيون فوفد ابناه سابق الدين وفخر الدين على السلطان بمصر فأكرمهما وأقطعهما وولى سابق الدين منهما أميراً وولى على صهيون من قبله‏.‏ ولم يزل كذلك إلى أن غلب عليها سنقر الأشقر عندما انتقض بدمشق أيام المنصور والله تعالى أعلم‏.‏

 نهوض الظاهر إلى الحج

ثم بلغ الظاهر أن أبا نمي بن أبي سعد بن قتادة غلب عمه إدريس بن قتادة على مكة واستبد بها وخطب للظاهر فكتب له بالإمارة على مكة‏.‏ واعتزم على النهوض إلى الحج وتجهز لذلك سنة سبع وستين وأزاح علل أصحابه‏.‏ وشيع العساكر مع أقسنقر الفارقاني أستاذ داره إلى دمشق‏.‏ وسار إلى الكرك مورياً بالصيد وانتهى إلى الشوبك ورحل منه لإحدى عشرة ليلة من ذي القعدة ومر بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم فأحرم من ميقاتها وقدم مكة لخمس من ذي الحجة وغسل الكعبة بيده وحمل لها الماء على كتفه وأباح للمسلمين دخولها وأقام على بابها يأخذ بأيديهم‏.‏ ثم قضى حجه ومناسكه وولى نائباً على مكة شمس الدين مروان وأحسن إلى الأمير أبي نمي وإلى صاحب ينبع وخليص وسائر شرفاء الحجاز‏.‏ وكتب إلى صاحب اليمن إني بمكة وقد وصلتها في سبع عشرة خطوة‏.‏ ثم فصل من مكة ثالث عشر ذي الحجة فوصل المدينة على سبعة أيام ووصل إلى الكرك منسلخ السنة‏.‏ ثم وصل دمشق غرة ثمان وستين وسار إلى زيارة القدس وقدم العساكر مع الأمير أقسنقر إلى مصر وعاد من الزيارة فأدركهم بتل العجول ووصل لقلعة ثالث صفر من السنة والله تعالى أعلم‏.‏

 إغارة الإفرنج والتتر على حلب ونهوض السلطان إليهم

كان صمغان من أمراء التتر مقيماً ببلاد الروم وأميراً عليها فوقعت المراسلة بينه وبين الإفرنج في الإغارة على بلاد الشام‏.‏ وجاء صمغان في عسكره لموعدهم فأغار على أحياء العرب بنواحي حلب‏.‏ وبلغ الخبر إلى الظاهر سنة ثمان وستين وهو يتصيد بنواحي الإسكندرية فنهض من وقته إلى غزة ثم إلى دمشق ورجع التتر على أعقابهم‏.‏ ثم سار إلى عكا فاكتسح نواحيها وأثخن فيها وفعل كذلك بحصن الأكراد ورجع إلى دمشق آخر رجب ثم إلى مصر ومر بعسقلان فخربها وطمس آثارها‏.‏ وجاءه الخبر بمصر بأن الفرنسيس لويس بن لويس وملك انكلترة وملك اسكوسنا وملك نودل وملك برشلونة وهو ربدراكون وجماعة من ملوك الإفرنج جاؤوا في الأساطيل إلى صقلية وشرعوا في الإستكثار من الشواني وآلة الحرب‏.‏ ولم يعرف وجه مذهبهم فاهتم الظاهر بحفظ الثغور والسواحل واستكثر من الشواني والمراكب‏.‏ ثم جاء الخبر الصحيح بأنهم قاصدون تونس فكان من خبرهم ما نذكره في دولة السلطان بها من بني أبي حفص والله تعالى أعلم‏.‏

 فتح حصن الأكراد وعكا وحصون صور

ثم سار السلطان سنة تسع وستين لغزو بلاد الإفرنج وسرح ابنه السعيد في العساكر إلى المرقب لنظر الأمير قلاوون وبعلبك الخزندار‏.‏ وسار هو إلى طرابلس فاكتسحوا سائر تلك النواحي وتوافوا لحصن الأكراد عاشر شعبان من السنة فحاصره السلطان عشراً‏.‏ ثم اقتحمت أرباضه وانحجز الإفرنج في قلعته واستأمنوا وخرجوا إلى بلادهم‏.‏ وملك الظاهر الحصون وكتب إلى صاحب الإسبتار بالفتح وهو بطرطوس وأجاب بطلب الصلح فعقد له على طرطوس والمرقب‏.‏ وارتحل السلطان عن حصن الأكراد بعد أن شحنه بالأقوات والحامية ونازل حصن عكا واشتد في حصاره‏.‏ واستأمن أهله إليه وملكه‏.‏ ثم ارتحل بعد الفطر إلى طرابلس واشتد في قتالها وسأل صاحبها البرنس الصلح فعقد له على ذلك لعشر سنين ورجع إلى دمشق‏.‏ ثم خرج آخر شوال إلى العليقة وملك قلعتها بالأمان على أن يتركوا الأموال والسلاح واستولى عليه وهدمه وسار إلى اللجون‏.‏ وبعث إليه صاحب صور في الصلح على أن ينزل له عن خمس من قلاعه فعقد له الصلح لعشر سنين وملكها‏.‏ ثم كتب إلى نائبه بمصر أن يجهز عشرة من الشواني إلى قبرس فجهزها ووصلت ليلاً إلى قبرس والله أعلم‏.‏

  استيلاء الظاهر على حصون الإسماعيلية بالشام

كانت الإسماعيلية في حصون من الشام قد ملكوها وهي مصياف والعليقة والكهف والمينقة والقدموس‏.‏ وكان كبيرهم لعهد الظاهر نجم الدين الشعراني وكان قد جعل له الظاهر ولايتها ثم تأخر عن لقائه في بعض الأوقات فعزله وولى عليها خادم الدين بن الرضا على أن ينزل له عن حصن مصياف‏.‏ وأرسل معه العساكر فتسلموه منه‏.‏ ثم قدم عليه سنة ثمان وستين وهو على حصن الأكراد وكان نجم الدين الشعراني قد أسن وهرم فاستعتب وأعتبه الظاهر وعطف عليه وقسم الولاية بينه وبين ابن الرضا وفرض عليهما مائة وعشرين ألف درهم يحملانها في كل سنة‏.‏ ولما رجع سنة تسع وستين وفتح حصن الأكراد مر بحصن العليقة من حصونهم فملكه من يد ابن الرضا منتصف شوال من السنة‏.‏ وأنزل به حامية‏.‏ ثم سار لقتال التتر على البيرة كما يذكر ورجع إلى مصر فوجد الإسماعيلية قد نزلوا على الحصون التي بقيت بأيديهم وسلموها لنواب الظاهر فملكوها‏.‏ وانتظمت قلاع الإسماعيلية في ملكة الظاهر وانقرضت منها دعوتهم حصار التتر البيرة وهزيمتهم عليها ثم بعث أبغا بن هلاكو العساكر إلى البيرة سنة إحدى وسبعين مع درباري من مقدمي أمرائه فحاصرها ونصب عليها المجانيق وكان السلطان بدمشق فجمع العساكر من مصر والشام وزحف إلى الفرات وقد جهز العساكر على قاصيته فتقدم للأمير قلاوون وخالط التتر عليها في مخيمهم فجالوا معه‏.‏ ثم انهزموا وقتل مقدمهم وخاض السلطان بعساكره بحر الفرات إليهم فأجفلوا وتركوا خيامهم بما فيها‏.‏ وخرج أهل البيرة فنهبوا سوادهم وأحرقوا آلات الحصار ووقف السلطان بساحتها قليلاً وخلع على النائب بها‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ولحق درباري بسلطانه أبغا مفلولا فسخطه ولم يعتبه والله تعالى ولي التوفيق‏.‏ غزوة سيس وتخريبها ثم نهض الظاهر من مصر لغزو سيس في شعبان سنة ثلاث وسبعين وانتهى إلى دمشق في رمضان وسار منها وعلى مقدمته الأمير قلاوون وبدر الدين بيليك الخازندار فوصلوا إلى المصيصة وافتتحوها عنوة‏.‏ وجاء السلطان على أثرهم وسار بجميع العساكر إلى سيس بعد أن كنف الحامية بالبيرة خوفاً عليها من التتر‏.‏ وبعث حسام الدين العنتابي ومهنا بن عيسى أمير العرب بالشام للإغارة على بلاد التتر من ناحيتها‏.‏ وسار إلى سيس فخربها وبث السرايا في نواحيها فانتهوا إلى بانياس وأدنة واكتسحوا سائر الجهات ووصل إلى دربند الروم وعاد إلى المصيصة في التعبية فأحرقها‏.‏ ثم انتهى إلى إنطاكية فأقام عليها حتى قسم الغنائم‏.‏ ثم رحل إلى القصر وكان للإفرنج خالصاً لتبركهم به إذ أمر ببنائه رئيسهم برومة الذي يسمونه البابا فافتتحه‏.‏ ولقيه هنالك حسام الدين العنتابي ومهنا بن عيسى راجعين من إغارتهم وراء الفرات‏.‏ ثم بلغه مهلك البرنس سمند بن تيمند صاحب طرابلس فبعث الظاهر بليان الدوادار ليقرر الصلح مع بنيه فقرره على عشرين ألف دينار وعشرين أسيراً كل سنة وحضر لذلك صاحب قبرس وكان جاء معزياً لبني البرنس ورجع الداودار إلى الظاهر فقفل إلى دمشق منتصف ذي الحجة والله تعالى ينصر من يشاء من عباده‏.‏ إيقاع الظاهر بالتتر في بلاد الروم ومقتل البرواناة بمداخلته في ذلك كان علاء الدين البرواناة متغلباً على غياث الدين كنخسرو صاحب بلاد الروم من بني قليج أرسلان وقد غلب التتر على جميع ممالك بلاد الروم وأبقوا على كنخسرو اسم الملك فتي كفالة البرواناة‏.‏ وأقاموا أميراً من أمرائهم ومعه عسكر التتر حامية بالبلاد ويسمونه بالشحنة وكان أول أمير من التتر ببلاد الروم بيكو وهو الذي افتتحها وبعده صمغان وبعده توقوو وتداون شريكين في أمرهما لعهد الملك الطاهر‏.‏ وكان البرواناة يتأفف من التتر لاستطالتهم عليه وسوء ملكهم‏.‏ ولما استفحل أمر الطاهر بمصر والشام أفل البرواناة الطهور على التتر والكرة لبني قليج أرسلان بممالأة الطاهر فداخله في ذلك وكاتبه‏.‏ وزحف أبغا ملك التتر إلى البيرة سنة أربع وسبعين وخرج الطاهر بالعساكر من دمشق وكاتبه البرواناة يستدعيه‏.‏ وأقام الطاهر على حمص وأرسل إليه البرواناة يستحثه للقاء التتر‏.‏ وعزم أبغا على البرواناة في الوصول فاعتذر ثم رحل متثاقلاً‏.‏ وكتب إليه الأمراء بعده بأن الظاهر قد نهض إلى بلاد الروم بوصيته إليه بذلك فبعث إلى أبغا واستمده فأمده بعساكر المغل وأمره بالرجوع لمدافعة الظاهر واستحثوه للقدوم فسقط في أيديهم وحيل بينهم وبين مرامهم ورجع إلى مصر في رجب من السنة وأقام بها حولاً‏.‏ ثم لقي توقوو وتدوان أمير التتر ببلاد الروم وسار إلى الثغور بالشام وبلغ السلطان خبرهما فسار من مصر في رمضان سنة خمس وسبعين وقصد بلاد الروم وانتهى إلى النهر الأزرق فبعث شمس الدين سنقر الأشقر فلقي مقدمة التتر فهزمهم‏.‏ ورجع إلى السلطان وساروا جميعاً فلقوا التتر على البلنشين ومعهم علاء الدين البرواناة في عساكره فهزمهم‏.‏ وقتل الأمير توقوو وتدوان وفر البرواناة وسلطانه كنخسرو لما كان منفرداً عنهم وأشر كثير من المغل منهم سلار بن طغرل ومنهم قفجاق وجاورصى‏.‏ وأسر علاء الدين بن معين الدين البرواناة وقتل كثير منهم‏.‏ ثم رحل السلطان إلى قيسارية ملكها وأقام عليها ينتظر البرواناة لموعد كان بينهما وأبطأ عليه وقفل راجعاً ورجع خبر الهزيمة إلى أبغا ملك التتر وأطلع من بعض عيونه على ما كان بين البرواناة والظاهر من المداخلة فتنكر للبروانة وجاء لوقته حتى وقف على موضع المعركة وارتاب لكثرة القتلى من المغل‏.‏ وأن عسكر الروم لم يصب منهم أحد فرجع على بلادهم بالقتل التخريب والاكتساح وامتنع كثير من القلاع ثم أمنهم ورجع‏.‏ وسار معه البرواناه وهم بقتله أولاً ثم رجع لتخليته لحفظ البلاد فأعول نساء القتلى من المغل عند بابه فرحم بكاءهن وبعث أميراً من المغل فقتله في بعض الطريق والله سبحانه وتعالى أعلم بغيبه وأحكم‏.‏

 وفاة الظاهر وولاية ابنه السعيد

ولما رجع السلطان من واقعته بالتتر على البلستين وقيسارية طرقه المرض في محرم سنة ست وسبعين وهلك من آخره وكان ببليك الخزندار مستولياً على دولته فكتم موته ودفنه ورجع بالعساكر إلى مصر‏.‏ فلما وصل القلعة جمع الناس وبايع لبركة ابن الملك الظاهر ولقبه السعيد وهلك ببليك أثر ذلك فقام بتدبير الدولة أستاذ داره شمس الدين الفارقاني وكان نائب مصر أيام مغيب الظاهر بالشام واستقامت أموره‏.‏ ثم قبض على شمس الدين سنقر الأشقر وبدر الدين بيسري من أمراء الظاهر بسعاية بطانته الذين معهم عليه لأول ولايته وكانوا من أوغاد الموالي وكان يرجع إليهم لمساعدتهم له على هواه وصارت شبيبته‏.‏ ولما قبض على هذين الأميرين نكر ذلك عليه خاله محمد بن بركة خان فاعتقله معهما فاستوحشت أمه لذلك فأطلق الجميع فارتاب الأمراء وأجمعوا على معاتبته فاستعتب واستحلفوه‏.‏ ثم أغراه بطانته بشمس الدين الفارقاني مدبر دولته عليه واعتقله وهلك لأيام من اعتقاله وولى مكانه شمس الدين سنقر الألفي ثم سعى أولئك البطانة به فعزله وولى مكانه سيف الدولة كونك الساقي صهر الأمير سيف الدين قلاوون على أخت زوجته بنت كرمون كان أبوها من أمراء التتر قد خرج إلى الظاهر واستقر عنده وزوج بنته من الأمير قلاوون وبنته الأخرى من كوزبك‏.‏ ثم حضر عند السعيد لاشين الربعي من حاشيته وغلب على هراة واستمال أهل الدولة بقضاء حاجاتهم واستمر معروفه لهم واستمر الحال على ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏ خلع السعيد وولاية أخيه شلامس ولما استقر السعيد بملكه في مصر أجمع المسير إلى الشام للنظر في مصالحه فسار لذلك سنة سبع وسبعين فاستقر بدمشق وبعث العساكر إلى الجهات‏.‏ وسار قلاوون الصالحي وبدر الدين بيسري إلى سيس زين له ذلك لاشين الربعي والبطانة الذين معه وأغروه بالقبض عليهم عند مرجعهم‏.‏ ثم حدث بين هؤلاء البطانة وبين النائب سيف الدين كونك وحشة وآسفوه بما يلقون فيه عند السلطان فغضب لذلك‏.‏ وسارت العساكر فأغاروا على سيس واكتسحوا نواحيها ورجعوا فلقيهم النائب كونك وأسر إليهم ما أضمر لهم السلطان فخيموا بالمرج وقعدوا عن لقاء السلطان وبعثوا إليه بالعدل في بطانته وأن ينصف نائبه منهم فأعرض عنهم ودس لموالي أبيه أن يعاودوهم إليه فأطلعوهم على كتابه فزادهم ضغناً‏.‏ وصرحوا بالانتقاض فبعث إليهم سنقر الأشقر وسنقر التركيتي أستاذ داره بالإستعطاف فردوهما فبعث أمه بنت بركة خان فلم يقبلوها وارتحلوا إلى القاهرة فوصلوها في محرم سنة ثمان وسبعين وبالقلعة عز الدين أيبك الأفرم الصالحي أمير جندار وعلاء الدين أقطوان الساقي وسيف الدين بليان أستاذ‏.‏ داره فضبطوا أبواب القاهرة ومنعوهم من الدخول‏.‏ وترددت المراسلة بينهم وخرج أيبك الأفرم واقطوان ولاشين التركماني للحديث فتقبضوا عليهم ودخلوا إلى بيوتهم ثم باكروا القلعة بالحصار ومنعوا عنها الماء‏.‏ وكان السعيد بعد منصرفةم من دمشق سار في بقية العساكر واستنفر الأعراب وبث العطاء وانتهى إلى غزة فتفرقت عنه الأعراب واتبعهم الناس‏.‏ ثم انتهى إلى بلبيس ورأى قلة العساكر فرد عن الشام مع عز الدين أيدمر الظاهري إلى دمشق والنائب بها يومئذ أقوش فقبض عليه وبعث به إلى الأمراء بمصر‏.‏ ولما رحل السعيد من بلبيس إلى القلعة اعتزل عنه سنقر الأشقر‏.‏ وسار الأمراء في العساكر لاعتراضه دون القلعة وألقى الله عليه حجاباً من الغيوم المتراكمة فلم يهتدوا إلى طريقه وخلص إلى القلعة وأطلق علم الدين سنجر الحنفي من محبسه ليستعين به‏.‏ ثم اختلف عليه بطانته وفارقه بعضهم فرجع إلى مصانعة الأمراء بأن يترك لهم الشام أجمع فأبوا إلا حبسه فسألهم أن يعطوه الكرك فأجابوه وحلفهم على الأمان وحلف لهم أن لا ينتقض عليهم ولا يداخل أحداً من العساكر ولا يستميله فبعثوه من حينه إلى الكرك‏.‏ وكتبوا إلى النائب بها علاء الدين أيدكز الفخري أن يمكنه منها ففعل واستمر السعيد بالكرك وقام بدولته أيدكز الفخري واجتمع الأمراء بمصر وعرضوا الملك على الأمير قلاوون وكان أحق به فلم يقبل وأشار إلى شلامش بن الظاهر وهو ابن ثمان سنين فنصبوه للملك في ربيع سنة ثمان وسبعين ولقبوه بدر الدين‏.‏ وولى الأمير قلاوون أتابك الجيوش وبعث مكان جمال الدين أقوش نائب دمشق بتسلمها منه‏.‏ وسار أقوش إلى حلب نائباً وولى قلاوون في الوزارة برهان الحصري السنحاوي‏.‏ وجمع المماليك الصالحية ووفر إقطاعاتهم وعمر بهم مراتب الدولة وأبعد الظاهريه وأودعهم السجون ومنع الفساد‏.‏ ولم يقطع عنهم رزقاً إلى أن بلغ العقاب فيهم أجله فأطلقهم تباعاً واستقام أمره والله تعالى أعلم‏.‏ خلع شلامش وولاية المنصور قلاوون أصل هذا السلطان قلاوون من القفجاق ثم من قبيلة منهم يعرفون برج أعلى وقد مر ذكرهم‏.‏ وكان مولى لعلاء الدين أقسنقر الكابلي موالي الصالح نجم الدين أيوب‏.‏ فلما مات علاء الدين صار من موالي الصالح وكان من نفرتهم واستقامتهم ما قدمناه‏.‏ ثم قدم إلى مصر في دولة المظفر قطز مع الظاهر بيبرس‏.‏ ولما ملك الظاهر قربه واختصه وأصهر إليه ثم بايع لابنه السعيد من بعده‏.‏ ولما استوحش الأمراء من السعيد وخلعوه رغبوا من الأمير قلاوون في الولاية عليهم كما قدمناه ونصب أخاه شلامش بن الظاهر فوافقه الأمراء على ذلك طواعية له‏.‏ واتصلت رغبتهم في ولايته مدة شهرين حتى أجابهم إلى ذلك فبايعوه في جمادى سنة ثمان وسبعين فقام بالأمر ورفع كثيراً من المكوس والظلامات‏.‏ وقسم الوظائف بين الأمراء وولى جماعة من ممالكيه إمرة الألوف وزادهم في الإقطاعات‏.‏ وأفرج لوقته عن عز الدين أيبك الأفرم الصالحي وولاه نائباً بمصر‏.‏ ثم استبقاه فأعفاه وولى مملوكه حسام الدين طرنطاي مكانه ومملوكه علم الدين سنجر الشجاعي رئاسة الدواوين‏.‏ وأقر الصاحب برهان الدين السنجاري في الوزارة ثم عزله بفخر الدين إبراهيم بن لقمان‏.‏ وبعث عز الدين أيدمر الظاهري الذي كان اعتقله جمال الدين أقوش حين رجع بعساكر الشام عن السعيد بن الظاهر من بلبيس فجيء به مقيداً واعتقله والله تعالى ولي التوفيق‏.‏

 انتقاض السعيد بن الظاهر بالكرك ووفاته

وولاية أخيه خسرو مكانه ولما ملك السلطان قلاوون شرع السعيد بالكرك وكاتب الأمراء بمصر والشام في الإنتقاض وخاطبه السلطان بالعتاب على نقض العهد فلم يستعتب‏.‏ وبعث عساكره مع حسام الدين لاشين الجامدار إلى الشوبك فاستولى عليها فبعث السلطان نور الدين ببليك الأيدمري في العساكر فارتدها في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين‏.‏ وقارن ذلك وفاة السعيا بالكرك واجتمع الأمراء الذين بها ومقدمهم نائبه أيدكين الفخري‏.‏ وقال أيدكين أن نائبه كان أيدغري الحراني فنصبوا أخاه خسرو ولقبوه المسعود نجم الدين واستولى الموالي على رأيه وأفاضوا المال من غير تقدير ولا حساب حتى أنفقوا ما كان بالكرك من الذخيرة التي ادخرها الملك الظاهر وبعض أمراء الشام وبعثوا العساكر فاستولوا على الصليب وحاصروا صرخد فامتنعت وكاتبوا سنة الأشقر المتظاهر على الخلاف فبعث السلطان أيبك الأفرم في العساكر لحصار الكرك فحاصرها وضيق عليها‏.‏ ثم سأل المسعود في الصلح على ما كان الناصر داود بن المعظم فأجابه السلطان قلاوون وعقد له ذلك‏.‏ ثم انتقض ثانية ونزع عنه نائبه علاء الدين أيدغري الحراني ونزع عنه إلى السلطان فصدق ما نقل عنه من ذلك‏.‏ ثم بعث السلطان سنة خمس وثمانين نائبه حسام الدين طرنطاي في العساكر لحصار الكرك فحاصروها واستنزل المسعود وأخاه شلامش منها على الأمان وملكها‏.‏ وجاء بهما إلى السلطان قلاوون فأكرمهما وخلطهما بولده إلى أن توفي ففر بهما الأشرف إلى القسطنطينية‏.‏

 انتقاض سنقر الأشقر بدمشق هزيمته

ثم امتناعه بصهيون كان شمس الدين سنقر الأشقر لما استقر في نيابة دمشق أجمع الإنتقاض والاستبداد وتسلم القلاع من الظاهرية وولى فيها وطالب المنصور قلاوون دخول الشام بأسرها من العريش إلى الفرات في ولايته وزعم أنه عاهده على ذلك‏.‏ وولى السلطان على قلعة دمشق مولاه حسام الدين لاشين الصغير سلحدارا في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين فنكر سنقر وانتقض ودعا لنفسه‏.‏ ثم بلغه خبر قلاوون وجلوسه على التخت فدعا الأمراء وأشاع أن قلاوون قتل واستحلفهم على منعته وحبس من امتنع من اليمين وتلقب الكامل وذلك في ذي الحجة من السنة‏.‏ وقبض على لاشين نائب القلعة‏.‏ وجهز سيف الدين إلى الممالك الشامية والقلاع للاستحلاف وولى في وزارة الشام مجد الدين إسماعيل بن كسيرات وسكن سنقر بالقلعة‏.‏ ثم بعث السلطان أيبك الأفرم بالعساكر إلى الكرك لما توفي السعيد صاحبها وانتهى إلى غزة واجتمع إليه ببليك الأيدمري منقلباً من الشوبك بعد فتحه فحذرهم سنقر الأشقر وخاطب الأفرم يتجنى على السلطان بأنه لم يفرده بولاية الشام‏.‏ وولى في قلعة دمشق وفي حلب وبعث الأفرم بالكتاب إلى السلطان قلاوون فأجابه وتقدم إلى الأفرم يكاتبه بالعزل فيما فعله وارتكبه فلم يرجع عن شأنه وجمع العساكر من عمالات الشام واحتشد العربان وبعثهم مع قرا سنقر المقري إلى غزة فلقيهم الأفرم وأصحابه وهزموهم وأسروا جماعة من أمرائهم وبعثوا بهم إلى السلطان قلاوون فأطلقهم وخلع عليهم‏.‏ ولما وصلت العساكر مفلولة إلى دمشق عسكر سنقر الأشقر بالمرج وكاتب الأمراء بغزة يستميلهم وبعث السلطان العساكر بمصر مع علم الدين سنجر لاشين المنصوري وبدر الدين بكتاش الفخري السلحدار فساروا إلى دمشق فلقيهم الأشقر على الجسر بالكسرة فهزموه في صفر سنة تسع وسبعين وتقدموا إلى دمشق فملكوها وأطلق علم الدين سنجر لاشين المنصوري من الإعتقال وولاه نيابة دمشق‏.‏ وولى على القلعة سيف الدين سنجار المنصوري وكتب إلى السلطان بالفتح‏.‏ وسار سنقر إلى الرحبة فامتنع عليه نائبها فسار إلى عيسى بن مهنا ورجع عنه إلى الفل وكاتبوا أبغا ملك التتر واستحثوه لملك الشام يستميلونه فلم يجب وبعث إليه العساكر فأجفلوا إلى صهيون وملكها سنقر ملك معها شيزر‏.‏ وبعث السلطان لحصار شيزر مع عز الدين الأفرم فحاصرها وجاءت الأخبار بزحف أبغا ملك التتر إلى الشام في مواعدة سنقر وابن مهنا واستدعى صغار صاحب بلاد الروم فيمن معه من المغل وأنه بعث بيدو ابن أخيه طرخان صاحب ماردين وصاحب سيس من ناحية أذربيجان وجاء هو على طريق الشام في مقدمته أخوه منوكتمر‏.‏ فلما تواترت الأخبار بذلك أفرج الأفرم عن حصار شيزر ودعا الأشقر إلى مدافعة عدو المسلمين فأجابه ورفع عن موالاة أبغا‏.‏ وسار من صهيون للإجتماع بعساكر المسلمين‏.‏ وجمع السلطان العساكر بمصر وسار إلى الشام واستخلف على مصر ابنه أبا الفتح علياً بعد أن ولاه عهده وقرأ كتابه بذلك على الناس‏.‏ وخرج لجمع العساكر في جمادى سنة تسع وسبعين وانتهى إلى غزة ووصل التتر إلى حلب وقد أجفل عنها أهلها وأقفرت منازلها فأضرموا النار في بيوتها ومساجدها‏.‏ وتولى كبر ذلك صاحب سيس والأرمن وبلغهم وصول السلطان إلى غزة فأجفلوا راجعين إلى بلادهم وعاد السلطان إلى مصر بعد أن جرد العساكر إلى حمص وبلاد السواحل بحمايتها من الإفرنج‏.‏ ورجع سنقر الأشقر إلى صهيون وفارقه كثير من عسكره فلحقوا بالشام وأقام معه سنجر الدوادار وعز الدين أردين والأمراء الذين مكنوه من قلاع الشام عند انتقاضه والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

 مسير السلطان لحصار المرقب

ثم الصلح منهم ومع سنقر الأشقر بصهيون ومع بني الظاهر بالكرك كان الإفرنج الذين بحصن المرقب عندما بلغهم هجوم التتر على الشام شنوا الغارات في بلاد المسلمين من سائر النواحي فلما رجع التتر عن الشام استأذنه بليان الطباخي صاحب حصن الأكراد في غزوهم وسار إليهم في حامية الحصون بنواحيه وجمع التركمان وبلغ حصن المرقب ووقف أسفله واستطرد له أهل الحصن حتى تورط في أوعار الجبل‏.‏ ثم هجموا عليه دفعة فانهزم ونالوا من المسلمين وبلغ الخبر إلى السلطان فخرج من مصر لغزوهم آخر سنة تسع وسبعين‏.‏ واستخلف ابنه مكانه وانتهى إلى الروحاء فوصله هنالك رسل الإفرنج في تقرير الهدنة مع أهل المرقب على أن يطلقوا من أسروه من المسلمين في واقعة بليان فعقد لهم في المحرم سنة ثمانين وعقد لصاحب ييت الإسبتار وابنه ولصاحب طرابلس سمند بن تيمند ولصاحب عكا على بلادهم وعلى قلاع الإسماعيلية وعلى جميع البلاد المستجدة الفتح وما سيفتحه على أن يسكن عمال المسلمين باللاذقية وأن لا يستنجدوا أسير قلعة ولا غيرها ولا يداخلوا التتر في فتنة ولا يمروا عليهم إلى بلاد المسلمين إن أطاقوا ذلك‏.‏ وعقد معهم ذلك لإحدى عشرة سنة‏.‏ وبعث السلطان من أمرائه من يستحلف الإفرنج على ذلك وبلغه الخبر بأن جماعة من أمرائه أجمعوا الفتك به وداخلوا الإفرنج في ذلك وكان كبيرهم كوندك‏.‏ فلما وصل إلى بيسان قبض عليه وعليهم وقتلهم واستراب من داخلهم في ذلك ولحقوا بسنقر في صهيون‏.‏ ودخل السلطان دمشق وبعث العساكر لحصار شيزر‏.‏ ثم ترددت الرسل بينه وبين الأشقر في الصلح على أن ينزل عن شيزر ويتعوض عنها بالشعر وبكاس وعلى أن يقتصر في حامية الحصون التي لقطره على ستمائة من الفرسان فقط ويطرد عنه الأمراء الذين لحقوا به فتم الصلح على ذلك وكتب له التقليد بتلك الأعمال‏.‏ ورجع من عنده سنجر الدوادار فأحسن إليه السلطان وولى على نيابة شيزر بليان الطباخي‏.‏ وكان بنو الظاهر بالكرك يسألون السلطان في الصلح بالزيادة على الكرك كما كان السلطان داود‏.‏ فلما تم الصلح مع سنقر رجعوا إلى القنوع بالكرك‏.‏ وبعث إليهم السلطان بأقاربهم من القاهرة وأتم لهم العقد على ذلك وبعث الأمير سلحدار والقاضي تاج الدين بن الأثير لاستحلافهم والله تعالى أعلم‏.‏ ثم زحف التتر سنة ثمانين إلى الشام من كل ناحية متظاهرين فسار أبغا في عساكر المغل وجموع التتر وانتهى إلى الرحبة فحاصرها ومعه صاحب ماردين وقدم أخوه كوتمر في العساكر إلى الشام‏.‏ وجاء صاحب الشمال منكوتمر من بني دوشي خان من كرسيهم بصراي مظاهراً لأبغا بن هلاكو على الشام فمر بالقسطنطينية ثم نزل بين قيسارية وتفليس ثم سار إلى منكوتمر بن هلاكو وتقدم معه إلى الشام‏.‏ وخرج السلطان من دمشق في عساكر المسلمين وسابقهم إلى حمص ولقيه هناك سنقر الأشقر فيمن معه من أمراء الظاهريه‏.‏ وزحف التتر ومن معهم من عساكر الروم والإفرنج والأرمن والكرج ثمانون ألفاً أو يزيدون والتقى الفريقان على حمص‏.‏ وجعل السلطان في ميمنته صاحب حماة محمد بن المظفر ونائب دمشق لاشين السلحدار وعيسى بن مهنا فيمن إليه من العرب‏.‏ وفي الميسرة سنقر الأشقر في الظاهرية مع جموع التركمان ومن إليهم جماعة من أمرائه‏.‏ وفي القلب نائبه حسام الدين طرنطاي والحاجب ركن الدين أياحي وجمهور العساكر والمماليك‏.‏ ووقف السلطان تحت الرايات في مواليه وحاشيته‏.‏ ووقفت عساكر التتر كراديس وذلك منتصف رجب سنة ثمانين واقتتلوا ونزل الصبر‏.‏ ثم انفضت ميسرة المسلمين واتبعهم التتر وانفضت ميسرة التتر ورجعوا على ملكهم منكوتمر في القلب فانهزم ورجع التتر من اتباع ميسرة المسلمين فمروا بالسلطان وهو ثابت في مقامه لم يبرح ورجع ونزل السلطان في خيامه ورحل من الغد في اتباع العدو وأوعز إلى الحصون التي في ناحية الفرات باعتراضهم على المقابر فعدلوا عنها وخاضوا الفرات في المجاهل فغرقوا ومر بعضهم ببر شقفية فهلكوا وانتهى الخبر إلى أبغا وهو على الرحبة فأجفل إلى بغداد‏.‏ وصرف السلطان العساكر إلى أماكنهم وسار سنقر الأشقر إلى مكانه بصهيون‏.‏ وتخلفه عنه كثير من الظاهرية عند السلطان وعاد السلطان إلى دمشق ثم إلى مصراً آخر شعبان من السنة فبلغه الخبر بمهلك منكوتمر بن هلاكو بهمذان ومنكوتمر صاحب الشمال بصراي فكان ذلك تماماً للفتح‏.‏ ثم هلك أبغا بن هلاكو سنة إحدى وثمانين وكان سبب مهلكه فيما يقال أنه اتهم شمس الدين الجريض وزيره باغتيال أخيه منكوتمر منصوفه من واقعة حمص فقبض عليه وامتحنه واستصفاه فدس له الجويني من سمه ومات‏.‏ وكان أبغا اتهم بأخيه أيضاً أميراً من المغل كان شحنة بالجزيرة ففر منها وأقام مشركاً‏.‏ وبعث السلطان قلاوون بعثاً إلى ناحية الموصل للإغارة عليها وانتهوا إلى سنجر فصادفوا هذا الأمير وجاؤوا به إلى السلطان فحبسه‏.‏ ثم أطلقه وأثبت اسمه في الديوان وكان يحدث بكثير من أخبار التتر وكتب بعضها عنه‏.‏ وبعث السلطان في هذه السنة بعوثاً أخرى إلى نواحي سيس من بلاد الروم جزاء بما كان من الأرمن في حلب ومساجدها فاكتسحوا تلك النواحي ولقيهم بعض أمراء التتر بمكان هنالك فهزموه ووصلوا إلى جبال بلغار ورجعوا غانمين‏.‏ وبعث السلطان شمس الدين قرا سنقر المنصوري إلى حلب لإصلاح ما خرب التتر من قلعتها وجامعها فأعاد ذلك إلى أحسن ما كان عليه‏.‏ ثم أسلم ملوك التتر فبعث أولاً بكدار بن هلاكو صاحب العراق بإسلامه وأنه تسمى أحمد وجاءت رسله بذلك إلى السلطان وهم شمس الدين أتابك ومسعود بن كيكاوس صاحب بلاد الروم وقطب الدين محمود الشيرازي قاضي سيواس وشمس الدين محمد بن الصاحب من حاشية صاحب ماردين وكان كتابه مؤرخاً بجمادى سنة إحدى وثمانين وحملوا على الكرامة وأجيب سلطانهم بما يناسبه‏.‏ ثم وصل رسول قودان بن طقان المتولي بكرسي الشمال بعد أخيه منكوتمر سنة اثنين وثمانين بخبر ولايته ودخوله في دين الإسلام وبطلب تقليد الخليفة واللقب منه والراية للجهاد فيمن يليه من الكفار فأسعف بذلك والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏